mardi 30 juin 2015

بين القطبين أبو العباس المرسي و أبو العباس المَرِيّي و شيوخ رباط عين الفطر


كان رباط عين الفطر محط زيارة كبار رجال التصوف في بلاد المغرب فيذكر الازموري أن ممن كانت لهم علاقة بالشرفاء الأمغاريين الشيخ أبو شعيب السارية و ابي يعزى و القاضي ابن العربي المعافري و أبو العباس السبتي و الماجري صاحب رباط آسفي و غيرهم الكثير رحمهم الله و رضي الله عنهم أجمعين.


و ممن كانت لهم علاقة وطيدة برجالات عين الفطر الشيخ القطب أبو العباس المرسي السكندري تلميذ القطب أبو الحسن الشاذلي السكندري كما أفادنا الأستاذ محمد نشريفة في مقاله "بهجة الناظرين، لابن عبد العظيم الزموري" و يعضد ما ذهب إليه وصف الأزموري لأبي العباس ب"القطب"
،و في المقابل يرى آخرون كالدكتور أحمد الوارث في كتابه القيم التيار الصوفي في دكالة زمن الرباطات و الدكتور محمد المازوني في مقاله قضية الأمغاريين كمتصوفة و أشراف أن المقصود هو الشيخ الجليل أبو العباس المَرِيّي (552-627 ه) نسنة إلى المَرية في الأندلس القنجايري من أقطاب الصوفية في المغرب الموحدي، فقد وصفه صاحب الذيل و التكملة بأنه شيخ الطائفة الصوفية في المغرب كثير السياحة موقرا مكبرا عند الخاصة و العامة صحيح الزهد الخ من خصال الخير و الصلاح و كان بالإضافة الى كل هذا معظما لأهل البيت ، فقد ذكر في المؤرخ أبو عبد الله محمد الأنصاري الأوسي المراكشي قصة توليته توزيع بعض الهدايا على آل البيت في مكة *** و كيف رآى السيدة فاتمة الزهراء عليها السلام لما عزم على حرمان من لم تكن سيرته صالحة فقالت له "أنفك منك و إن كان أجذع" فتاب على ما بدر منه.
و من الأخبار التي تفيد تعظيمه للأشراف ما نقله الأزموري في عدة مواضع من كتابه بهجة الناظرين منها ما نصه:

كان رجل يطعن كثيرا في ظهير الأميم تميم بن زيري اليفرني و الذي ورثه الشيخ ابي عبد الخالق بن آمغار الشريف ، فبلغه ذلك فصار يدعو عليه بحضور الشيخ أبي العباس المرسي أثناء زيارته لرباط عين الفطر و يقول :اللهم اكفنا من هذا الذي يطعن في أهل عين الفطر و يكررها الى أن قال له الشيخ أبو العباس حسبك قد كفيت فإنه مأخوذ مهلوك فإذا بذلك الرجل أخذ و طعن و هلك و أنشد بعضهم :

لبيتة عبد الخالق المنصب الأعلى ،،، نصابه من فوق المناصب و العلا
سلالة قطب الصالحين محمد ،،، أبي البدلا أعظم و أكرم بهم أهلا
أصول نشؤوا من بيتة الشرف الذي ،،، بجاه رسول الله الذي منصبه جلا
حقيق عليك منهم بعشرة ،،، أكابر أبدال ذوي الشرف الأعلى
و افخر بأحفاد لهم و بنيهم ،،، فإنك لا تلفى لبيتتهم مثلا
أولوا الرشد و التوفيق و الزهد و التقا ،،، على أصل دين الله كانوا له أهلا
صياما قياما ركعا سجدا له ،،، نعم قطعوا أعمارهم في رضي المولى
هم عشرة قد أشرقت لكمالهم ،،، معالم بيتة الصلاح بهم كُلا
فضائلهم في الكتب كالشمس أشرقت ،،، فاعرفها سمعا و أوضحها نقلا
فما لبطون الكتب أن تحو جمعها ،،، فقد كل عنها الحصر و الكتب و الإملا
أقر لهم في المغرب الأقصى أهله ،،، بتفضيلهم لما رأوهم زكوا فعلا
بهم حاز عين الفطر فخرا و أهله ،،، يجرون طول الدهر من فخرهم ذيلا

و منها قصة أخرى لزيارته لرباط عين الفطر

و حكي أن الشيخ أبا العباس المرسي لما قدم إلى رباط عين الفطر نفعنا الله به و صاحب أبو محمد عبد السلام بن أبي عبد الله آمغار و آخاه في الله تعالى و كان يسيح معه و ينزل عنده، ثم سافر و غاب مدة طويلة في بلد السودان و ساح في بلد السوس و رجع إلى رباط عين الفطر فوجد ابو محمد قد مات رحمه الله فقال لإخوته اعطوني ميراثي من أخي الذي تركته و يكفيني من تركته الكساء الذي كان يتعبد فيه ،فأعطوه له نفعنا الله به.

و منها خبر لقائه بالشيخ أبو يعقوب يوسف :
و حدثنا الشيخ الصالح القطب أبو يعقوب يوسف بن أبي عبد الله محمد آمغار قال: لمّا رجع الشيخ الفقيه القطب الأوحد أبو العباس المرسي نفعنا الله به في المدة الثانية - الى رباط عين الفطر - خرجت إليه فلقيته في الطريق فمشيت معه إلى الدار و ذبحت له شاة من غنم أخي أبو عبد الخالق عبد العظيم و صنعت له طعاما ، فلما وضع بين يديه قال : اللحم أحسن يعني أن الشاة ما شابهها شئ و كوشف بها ، و كان أبو العباس المرسي يقول لخديمه الحاج عبد الصمد الكبير :إني يا عبد الصمد سحت البلاد شرقا و غربا فما رأيت موضعا أحسن من هذا ، يا عبد الصمد اذا رجعت الى بلدك فلا تخرج منها فما في البلاد أحسن من رباط عين الفطر و من صلحائهم ثم جعل يقول الحلال الحلال في بلادكم.

و مدحهم قائلا:

بحمد الله مالكم حلال ***و أنتم صالحون كما يقال
و عين الفطر قد شهدت بهذا ***و لا يلقا لبيتكم مثال
و أنتم من آل الرسول حقا***و ءال رسول الله نعم ءال

و منها خبر لقائه بالشيخ أبو محمد عبد السلام بن أبي عبد الله آمغار

و حكي أن الشيخ أبا العباس المرسي لما قدم إلى رباط عين الفطر نفعنا الله به و صاحب أبو محمد عبد السلام بن أبي عبد الله آمغار و آخاه في الله تعالى و كان يسيح معه و ينزل عنده، ثم سافر و غاب مدة طويلة في بلد السودان و ساح في بلد السوس و رجع إلى رباط عين الفطر فوجد ابو محمد قد مات رحمه الله فقال لإخوته اعطوني ميراثي من أخي الذي تركته و يكفيني من تركته الكساء الذي كان يتعبد فيه ،فأعطوه له نفعنا الله به.

حدثنا الشيخ الصالح القطب أبو يعقوب يوسف بن أبي عبد الله محمد آمغار قال: لمّا رجع الشيخ الفقيه القطب الأوحد أبو العباس المرسي نفعنا الله به في المدة الثانية - الى رباط عين الفطر - خرجت إليه فلقيته في الطريق فمشيت معه إلى الدار و ذبحت له شاة من غنم أخي أبو عبد الخالق عبد العظيم و صنعت له طعاما ، فلما وضع بين يديه قال : اللحم أحسن يعني أن الشاة ما شابهها شئ و كوشف بها ، و كان أبو العباس المرسي يقول لخديمه الحاج عبد الصمد الكبير :إني يا عبد الصمد سحت البلاد شرقا و غربا فما رأيت موضعا أحسن من هذا ، يا عبد الصمد اذا رجعت الى بلدك فلا تخرج منها فما في البلاد أحسن من رباط عين الفطر و من صلحائهم ثم جعل يقول الحلال الحلال في بلادكم.
و كل هذه الأخبار تتفق مع سيرة أبو العباس المري راجع ترجمته كاملة في الذيل و التكملة السفر الأول ترجمة 34، و إن كان لا ينفي مسألة أبي العباس المرسي فإنهما متزامنان و كلاهما من الأندلس و كلاهما زارا المغرب قبل ذهابهما إلى المشرق و الله أعلم

و من المهم ذكر أن أسرة المري هذا أو القنجايري كانت لهم علاقة نسب بآل العزفي السبتيين فقد تزوجت ابنته مريم -أم الأمراء العزفيين - بالرئيس أبا القاسم ابن الفقيه أبي العباس العزفي اللخمي السبتي و بنو العزفي كانت لهم علاقة و صلة قديمة مع شرفاء عين الفطر الأمغاريين و لهم أشعار يمدحونهم فيها -راجع مقدمة تحقيق كتاب المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد-

منها قول الفقيه أبو العباس العزفي في الشيخ الولي الصالح أبو الحسن علي ابن الشيخ أبي عبد الخالق :
و إني لألقاكم بصدق مودتي /// و شكر إذا لم ألقاكم بعيان
و أدنو إليكم بالفؤاد محبة /// إذا لم يكن لي بالمثول تدان
و آمل منكم دعوة أستفيدها /// و عزا يقيني من صروف زمان
و أرجو منها زلفى إلى الله إنها /// لتصدر منكم عن خلوص جنان
أنا بكم و المصطفى جدكم /// سألت من الرحمان إصلاح شان
عسى الله يغنيني بصدق توكلي /// عليه عن المخلوق مثلي أنا عان
أبا حسن يا شخص علم و خشية /// و أجري الودق في الفضل ملئ عنان
رضيت مؤاخات التقى فالتقيتها /// على خير شيئ يلتقي اخوان
فدم لمناجات الإله مفرغا /// و نل برضى الرحمن كل أمان

و عموما فقد كانت للامغاريين علاقة وطيدة مع رجالات سبتة كأسرة القاضي العياض و أحفاده مما جعل بعضهم يؤلف مصنف في مناقب بني آمغار كما أورد ابن عساكر في دوحة الناشر
رحم الله الشيخ أبو العباس و شيوخ عين الفطر آمين

*** و قد يكون هؤلاء الأشراف من بني قتادة أمراء مكة و أبناء عمومتهم في الحجاز كما لا يستبعد أن يكون الأمغاريين لهم سابق معرفة بهم بحكم أن شيوخهم و مريديهم كانوا حريصين على أداء مناسك الحج و قد تكون هذه العلاقة هي سبب دعوتهم -أشياخ عين الفطر -من طرف السلطان المريني المجاهد أبو يوسف يعقوب الناصر بن عبد الحق للمشاركة ضمن ركب الحجيج عام 703 هجري كوجاهة باعتبارهم من كبار بيوت الأشراف و الصلاح في المغرب و كان من نتائج هذه الحجة أن بايع أشراف مكة السلطان المريني المذكور و ذهاب أحد أشراف مكة للمغرب بدعوة كريمة من بني مرين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire