من المفيد أن ننقل أولا ما أورده الشيخ النسابة أبي العلاء إدريس بن أحمد بن أبي بكر الحسني الفضيلي العلوي المالكي جاء في مصنفه عن الأنساب" الدرر البهية والجواهر النبوية " فقال رحمه الله عن الشرفاء الأمغاريين ما نصّه:
اما الأمغاريون أهل -رباط- عين الفطر ب قرب مدينة أزمور من بلاد دكالة ،
فنسبوا الى جدهم القطب الكبير و العلم الشهير أبي عبد الله سيدي محمد بن أبي جعفر اسحق ( في الأصل بن جعفر بن اسحق) بن اسماعيل بن محمد بن أبي بكر ، و هذا هو أبو الأقطاب السبعة أهل تيط -رباط عين الفطر-كما نص عليه جمع من ائمة هذا الشأن ،كالشيخ مرتضى الحسيني و غيره.
و قد ذكر السيد مرتضى الزبيدي رحمه الله شرفاء بني آمغار في ثلاثة من مصنفاته الكبار
المصنف الأول :تاج العروس من جواهر القاموس -و هو شرح القاموس المحيط للفيروز آبادي حيث قال رضي الله عنه في تعريف الأبدال ما يلي:
والبُدَلاءُ: الأَبْدالُ. وأبو البُدَلاءِ: سَيِّدي محمد أَمغار الحَسَنِيُّ الصِّنْهاجِيُّ، والبُدَلاءُ أولادُه، سبعةٌ: أبو سعيد عبد الخالق، وأبو يعقوب يوسف، وأبو محمد عبد السلام العابِدُ، وأبو الحسن عبد الحَيِّ، وأبو محمد عبد النُّور، وأبو محمد عبد الله، وأبو عمرو مَيمُون. قال في أُنْسِ الفَقِير: وهذا البيتُ أكبرُ بيتٍ في المَغْرِب، في الصَّلاح، فإنهم يَتوارثُونه، كما يُتوارَثُ المالُ.اهـ
قال الشيخ محيي الدين ابن عربي رضي الله عنه في كتاب العظمة:
الأبدال و إن كانوا سبعة فمنهم أربعة هم أوتاد الأرض و هؤلاء الأوتاد و إن كانوا أربعة فمنهم القطب و الإمامان.
المصنف الثاني :التكملة و الذيل و الصلة لما فات صاحب القاموس من اللغة حيث قال رضي الله عنه في مادة مغرة :
و أمغار بالفتح لقب ابي البدلاء و القطب ابي عبد الله محمد بن ابي جعفر اسحاق بن اسماعيل الحسني الادريسي الصنهاجي و أولاده سبعة تولوا مقام البدلية و هو أكبر بيت في المغرب في الصلاح لأنهم يتوارثونه كما يتوارثون المال
المصنف الثالث :اتحاف المتقين بشرح احياء علوم الدين حيث قال في بداية الجزء الأول عن جتازة و من قام بتجهيز و الصلاة على حجة الإسلام الغزّالي رضي الله عنه :
وجدت في كتاب بهجة الناظرين وأنس العارفين - في مناقب رجال آمغار الصالحين - للعارف بالله محمد بن عبدالعظيم الزموري ما نصه :
ومما حدثنا به من ادركنا من المشيخة ان الامام ابا حامد الغزالي لما حضرته الوفاة أوصى رجلا من أهل الفضل و الدين كان يخدمه أن يحفر قبره في موضع بيته و يستدعي أهل القرى التي كانت قريبا من موضعه ذلك لحضور جنازته و ألا يباشره أحد حتى يصلي ثلاثة نفر يخرجون من الفلاة لا يعرفون في بلاد العراق , يغسله اثنان منهما و يتقدم الثالث بالصلاة عليه بغير أمر أحد و لا مشورة, فلما توفى رحمه الله فعل الخديم كلما أمره به و حضر الناس فلما اجتمعوا لحضور الجنازة رأوا ثلاثة رجال خرجوا من الفلات فعهد اثنان منهم الى غسله و اختفى الثالث و لم يظهر فلما غسل و ادرج في أكفانه و حملت جنازته ووضعت على شفير قبره ظهر الرجل الثالث ملتفا في كساء في جانبيه علم أسود معمما بعمامة من صوف ,فتقدم للصلاة و صلى عليه و صلى الناس بصلاته ثم سلم و انصرف فتوارى عن الناس , و كان بعض الفضلاء من أهل العراق ممن حضر جنازة الفقيه ميزوهم بصفاتهم و لم يعرفوا من أين وصلوا الى أن سمع بعضهم باليل هاتفا يقول لهم أن ذلك الرجل الذي صلى بالناس على الشيخ ابي حامد رحمه الله ببلد طوسة في أرض العراق هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن أمغار الشريف النسب جاء لذلك من المغرب الأقصى من عين الفطر و ان ذلك الرجلين الذين غسلاه هما حباه الشيخ أبو شعيب أيوب بن سعيد من أزمور و أبو عيسى وازجيج من أهل ايغيور نفعنا الله بهم , فلما سمعوا بذلك عملوا الرحلة الى صنهاجة أزمور بالمغرب الاقصى فلما وصلوا اليهم استوهبوا منهم الدعاء ثم انصرفوا الى العراق ,فلما وصلوا أخبروا متصوفة المشرق و أشاعوا كراماتهم هنالك ثم ان طائفة منهم لما سمعوا بذلك اتوا الى زيارتهم و زاروهم فوجدوهم اولائك الذين ميزوا فاستوهبوا منهم الدعاء نفعنا الله ببركاتهم.
فهذا ما ذكره هذا العلّامة الكبير رضي الله عنه و جزاه الله عنا كل خير في شرفاء بني آمغار أبناء القطب أبو عبد الله آمغار الكبير رضي الله عنه .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire