lundi 6 juillet 2015

من إنشاد الشيخ بو العباس العزفي السبتي في الشرفاء بني آمغار

أنشد الشيخ الولي الناسك أبو العباس العزفي السبتي في الشرفاء بني آمغار و خص منهم الشيخ الولي الصالح أبو الحسن علي ابن الشيخ أبي عبد الخالق ابن الشيخ الشريف ولي الله القطب أبي عبد الله آمغار ـ و كلهم رؤساء الطائفة الصنهاجية الصوفية ـ أبياتا تصدر بها كتابا كتبه إليه ملتمسا فيه الدعاء الصالح فقال رحمه الله :
و إني لألقاكم بصدق مودتي /// و شكر إذا لم ألقاكم بعيان
و أدنو إليكم بالفؤاد محبة /// إذا لم يكن لي بالمثول تدان
و آمل منكم دعوة أستفيدها /// و عزا يقيني من صروف زمان
و أرجو منها زلفى إلى الله إنها /// لتصدر منكم عن خلوص جنان
أنا بكم و المصطفى جدكم /// سألت من الرحمان إصلاح شان
عسى الله يغنيني بصدق توكلي /// عليه عن المخلوق مثلي أنا عان
أبا حسن يا شخص علم و خشية /// و أجري الودق في الفضل ملئ عنان
رضيت مؤاخات التقى فالتقيتها /// على خير شيئ يلتقي اخوان
فدم لمناجات الإله مفرغا /// و نل برضى الرحمن كل أمان

مئذنة جامع مولاي عبد الله آمغار في رباط عين الفطر أو كما يسمى باللسان الصنهاجي رباط تيط ن فطر و تيط تعنى العينء عين المإ و جمعها تيطاوين.

و غالب الظن أنها من بناء الشيخ أبو عبد الخالق عبد العظيم  رئيس الطائفة الصنهاجية ابن الشريف آمغار أيام السلطان يعقوب المنصور الموحدي ، و المئذنة شديدة الشبه بصومعة جامع الكتبية في مراكش .


من مظاهر الارتباط بين شرفاء عين الفطر و الأندلس

-منها مصاهرة بنو آمغار مع بني هنّا - قبيلة مولاي أبي شعيب الرداد -و بني عباد أمراء قرطبة
جاء في كتاب التشوف إلى رجال التصوف في ترجمة الشيخ أبو محمد عبد السلام العابد بن أبي عبد الله محمد آمغار الكبير تعليق لمحقق الكتاب الأستاذ أحمد التوفيق أن أم الشيخ المذكور من بني عبّاد ملوك قرطبة استنادا الى ما ذكره الأزموري في بهجة الناظرين.
و في نسخة أخرى لبهجة الناظرين أن الشيخ أبو أيوب الردّاد الشهير بالسارية أشار إلى الشيخ أبي عبد الله آمغار في الزواج و تزوج و أنجب منها ثلاثة اولاد هم الشيخ أبو محمد عبد النّور و الشيخ أبو عمر ميمون و الشيخ أبو محمد عبد الله و لما توفت زوجته الأولى رحمها الله أتى الشيخ أبا شعيب مع أصحابه ليزوجوه مرّة أخرى فخطب له فتاة صالحة من قبيلة بني منصور من بني هنّا و (هي نفس قبيلة أبو شعيب) و اسمها حوّاء بنت زكرياء بن أبي زكرياء و كان بالأندلس في قرطبة و كان يعدّ من الأبطال و من وجوه أعيان الجيش فاستخصّه ابن عباد و زوّجه من ابنته وولدت له ابنتان إحداهما حواء و هي من أنجبت له باقي أولاده رحمهم الله .
و في رواية أخرى للأزموري أن ابنه البكر هو سيدي عبد السلام العابد و قد يعني هنا ابنه البكر من زوجته الثانية.


 - و من مظاهر الإرتباط الأخرى التي تبين مدى ارتباط مدينة و رباط عين الفطر بالأندلس من بينها ما ذكره المقري التلمساني في كتابه زهرة الأخبار من أن ابن حبوس الصنهاجي  قبل تملكه غرناطة كان يخدم الشرفاء الأمغاريين في رباطهم الذي سماه ب"الدولة العلوية الهاشمية الشريفية الحسنية الإدريسية الأمغارية "

- و من أبرز تلك المظاهرمشاركتهممع بني مرين حروبهم ضد قشتالة للدفاع عن الإسلام في الأندلس و من أشهر الشرفاء الأمغاريين الذين شاركوا في تلك الحملات الولي الصالح سيدي محمد الحجام و اسمه الحقيقي هو عبد الله و كنيته أبو محمد و ساهم في عدة غزوات بالأندلس في عهد السلطان أبي يوسف يعقوب المريني ، و غلب عليه لقب الحجّام لكونه كان يتخيّر ضرب الأعداء في محاجمهم كما كان يفعل الحسن الحجام الإدريسي .
يقول الله تعالى :
"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ"
"فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ "
و قول الشاعر
و سميت حجاما و ليس بحاجم ••• و لكن لضرب في مكان المحاجم.

توفي سنة 745هـ 1345 مـ و على قبره حوش بزاوية عين الفطر.
و هذا الأمر أي الجهاد في الأندلس أمر طبيعي إذا ما اعتبرنا أن وظيفة الرباط الأولى تبقى مجاهدة الكفار و الدفاع عن الإسلام و أيضا للعلاقة التي تربطهم ببني مرين و بني العزفي فقد استنفر بنو العزفي كل المغرب و استنهظوهم للعبور إلى الأندلس و من البديهي أن يلبي النداء أهالي عين الفطر و أشياخهم.

شرفاء دكالة أهل عين الفطر أولاد آمغار الشريف


من مخطوطات جامعة محمد الخامس
روضة الأزهار في التعريف بآل النبي المختار للشيخ الحافظ أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي زيد القيرواني العباسي رضي الله عنه من أهل القرن التاسع هجري .


و لعل هذا المصنف أول مصدر يذكر الشيخين الشريفين أبو عبد الله آمغار الصغير و تلميذه الامام الجزولي صاحب دلائل الخيرات.

أقوال الحافظ اللغوي العلامة النسابة و المحدث الكبير الشريف محمد مرتضى الزبيدي الواسطي الحسيني رضي الله عنه في الشرفاء الأمغاريين.




من المفيد أن ننقل أولا ما أورده الشيخ النسابة أبي العلاء إدريس بن أحمد بن أبي بكر الحسني الفضيلي العلوي المالكي جاء في مصنفه عن الأنساب" الدرر البهية والجواهر النبوية " فقال رحمه الله عن الشرفاء الأمغاريين ما نصّه:

اما الأمغاريون أهل -رباط- عين الفطر ب قرب مدينة أزمور من بلاد دكالة ،
فنسبوا الى جدهم القطب الكبير و العلم الشهير أبي عبد الله سيدي محمد بن أبي جعفر اسحق ( في الأصل بن جعفر بن اسحق) بن اسماعيل بن محمد بن أبي بكر ، و هذا هو أبو الأقطاب السبعة أهل تيط -رباط عين الفطر-كما نص عليه جمع من ائمة هذا الشأن ،كالشيخ مرتضى الحسيني و غيره.

و قد ذكر السيد مرتضى الزبيدي رحمه الله شرفاء بني آمغار في ثلاثة من مصنفاته الكبار

المصنف الأول :تاج العروس من جواهر القاموس -و هو شرح القاموس المحيط للفيروز آبادي حيث قال رضي الله عنه في تعريف الأبدال ما يلي:

والبُدَلاءُ: الأَبْدالُ. وأبو البُدَلاءِ: سَيِّدي محمد أَمغار الحَسَنِيُّ الصِّنْهاجِيُّ، والبُدَلاءُ أولادُه، سبعةٌ: أبو سعيد عبد الخالق، وأبو يعقوب يوسف، وأبو محمد عبد السلام العابِدُ، وأبو الحسن عبد الحَيِّ، وأبو محمد عبد النُّور، وأبو محمد عبد الله، وأبو عمرو مَيمُون. قال في أُنْسِ الفَقِير: وهذا البيتُ أكبرُ بيتٍ في المَغْرِب، في الصَّلاح، فإنهم يَتوارثُونه، كما يُتوارَثُ المالُ.اهـ

قال الشيخ محيي الدين ابن عربي رضي الله عنه في كتاب العظمة:
الأبدال و إن كانوا سبعة فمنهم أربعة هم أوتاد الأرض و هؤلاء الأوتاد و إن كانوا أربعة فمنهم القطب و الإمامان.

المصنف الثاني :التكملة و الذيل و الصلة لما فات صاحب القاموس من اللغة حيث قال رضي الله عنه في مادة مغرة :

و أمغار بالفتح لقب ابي البدلاء و القطب ابي عبد الله محمد بن ابي جعفر اسحاق بن اسماعيل الحسني الادريسي الصنهاجي و أولاده سبعة تولوا مقام البدلية و هو أكبر بيت في المغرب في الصلاح لأنهم يتوارثونه كما يتوارثون المال

المصنف الثالث :اتحاف المتقين بشرح احياء علوم الدين حيث قال في بداية الجزء الأول عن جتازة و من قام بتجهيز و الصلاة على حجة الإسلام الغزّالي رضي الله عنه :

وجدت في كتاب بهجة الناظرين وأنس العارفين - في مناقب رجال آمغار الصالحين - للعارف بالله محمد بن عبدالعظيم الزموري ما نصه :
ومما حدثنا به من ادركنا من المشيخة ان الامام ابا حامد الغزالي لما حضرته الوفاة أوصى رجلا من أهل الفضل و الدين كان يخدمه أن يحفر قبره في موضع بيته و يستدعي أهل القرى التي كانت قريبا من موضعه ذلك لحضور جنازته و ألا يباشره أحد حتى يصلي ثلاثة نفر يخرجون من الفلاة لا يعرفون في بلاد العراق , يغسله اثنان منهما و يتقدم الثالث بالصلاة عليه بغير أمر أحد و لا مشورة, فلما توفى رحمه الله فعل الخديم كلما أمره به و حضر الناس فلما اجتمعوا لحضور الجنازة رأوا ثلاثة رجال خرجوا من الفلات فعهد اثنان منهم الى غسله و اختفى الثالث و لم يظهر فلما غسل و ادرج في أكفانه و حملت جنازته ووضعت على شفير قبره ظهر الرجل الثالث ملتفا في كساء في جانبيه علم أسود معمما بعمامة من صوف ,فتقدم للصلاة و صلى عليه و صلى الناس بصلاته ثم سلم و انصرف فتوارى عن الناس , و كان بعض الفضلاء من أهل العراق ممن حضر جنازة الفقيه ميزوهم بصفاتهم و لم يعرفوا من أين وصلوا الى أن سمع بعضهم باليل هاتفا يقول لهم أن ذلك الرجل الذي صلى بالناس على الشيخ ابي حامد رحمه الله ببلد طوسة في أرض العراق هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن أمغار الشريف النسب جاء لذلك من المغرب الأقصى من عين الفطر و ان ذلك الرجلين الذين غسلاه هما حباه الشيخ أبو شعيب أيوب بن سعيد من أزمور و أبو عيسى وازجيج من أهل ايغيور نفعنا الله بهم , فلما سمعوا بذلك عملوا الرحلة الى صنهاجة أزمور بالمغرب الاقصى فلما وصلوا اليهم استوهبوا منهم الدعاء ثم انصرفوا الى العراق ,فلما وصلوا أخبروا متصوفة المشرق و أشاعوا كراماتهم هنالك ثم ان طائفة منهم لما سمعوا بذلك اتوا الى زيارتهم و زاروهم فوجدوهم اولائك الذين ميزوا فاستوهبوا منهم الدعاء نفعنا الله ببركاتهم.

فهذا ما ذكره هذا العلّامة الكبير رضي الله عنه و جزاه الله عنا كل خير في شرفاء بني آمغار أبناء القطب أبو عبد الله آمغار الكبير رضي الله عنه .






من مظاهر ارتباط الطائفة الأمغارية بالبحر



هناك مظاهر كثيرة تربط أشياخ رباط عين الفطر بالبحر فقد لقبت طائفتهم بالساحلية و من تلك المظاهر نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر:

- يقع رباطهم على ساحل البحر الغربي و لسان قومهم - صنهاجة أزمور -اللسان الغربي
- أن اسم رباطهم مرتبط بجزيرة في البحر خاصة بهم كما قال الأزموري و المقري و أنها لا تخلو من أربعة منهم
- من كراماتهم المشي على الماء كما في التشوف للتادلي وبهجة الناظرين
- كانوا يقتاتون من صيد الأسماك
- كان رجال البحر يأتون لصلاة العيدين في مصلى عين الفطر -ربما الشعب (كنانة) الذي يقول عنهم أصحاب الجزولي أن نبي الله الخضر أرسل إليهم؟-
- كان أشياخ عين الفطر يلتقون بالخضر عليه السلام و هو الموكول بالبحار و الذي بحسب العلامة القاضي العدل الجغرافي محمد بن سعيد بن عثمان بن سعيد الهنائي الزموري الشهير بـ: أنقشابو جزيرته قبالة شواطئ المغرب
- أن أشياخ عين الفطر كاللؤلؤ المكنون مجهولون على الرغم من مساهماتهم العديدة و من رؤوس الأسانيد الصوفية في المغرب بالإضافة إلى علومهم المكنونة في أعماق بحار المعرفة و التوحيد و التي ليس لها ذكر في الكتب بل يقال تنتقل من صالحهم الى صالحهم بالسر كما نقل غير واحد من الأئمة .
- لهم قصور عظيمة في الجنة بيضاء كما ذكر التادلي في التشوف حسب رؤيا رآها بعض الصالحين من اليمن و رؤيا العبد الصالح التي ذكرها الأزموري في بهجة الناظرين قد تكون شبية في بياضها و استدارتها باللؤلؤ

vendredi 3 juillet 2015



من أعلام الفكر والأدب في العصر المريني لسيدي محمد بن عبد العزيز الدباغ

و الزموري كان من أهل القرن 8/9 و الدليل أنه لم يذكر آمغار الصغير القطب المتوفى حاولي 850 هجري شيخ الامام الجزولي مع حرصه الشديد على تتبع كل كبراء آل آمغار و هناك دليل آخر أنه كلما ذكر سبتة قال حرسها الله يفهم أنه كان حيا قبل احتلال المدينة من طرف البرتغال سنة 818 هجري
و غالب الظن ان الكتاب ألف نهاية القرن
8

يقول محمد بن عبد العزيز الدباغ محافظ خزانة القرويين عن ابن عبد العظيم الأزموري و كتابه بهحة الناظرين وأنس الحاضرين ووسيلة العالمين في مناقب رجال أمغار الصالحين في كتابه من أعلام الفكر والأدب في العصر المريني: "ويبدو مما سجله في كتابه أنه كان محبا لآل أمغار محبة عظيمة، يتبرك بذكرهم ويشير إلى آثارهم ويتتبع خطاهم في جل ما قاموا به من أعمال.. ورغم كونه كان ينشر بعض الرسوم المتعلقة بهم الصادرة عن مختلف الدول التي تحدثنا عنها سابقا؛ فإن أهم مرسوم كانت له به العناية الكبرى، كان هو المرسوم الصادر عن يوسف بن يعقوب المريني، نظرا لقيمته التوثيقية، ولما يحتوي عليه من الشهود المختلفين، الذين أدوا شهادتهم لدى القاضي عبد الله بن أحمد بن عبد الله البرغواطي قاضي أزمور في حينه، ذلك عام 696هـ (الورقة رقم 7 من المخطوط).. وتنص هذه الوثيقة نصا صريحا على صحة انتسابهم، وقد أقر هذه النسبة جل المؤرخين المغاربة، ومن بين الذين ذكروها ذكرا يقينيا العلامة محمد بن جعفر الكتاني في الجزء الثاني من "السلوة".. وقد علق الأستاذ محمد بن عبد العزيز الدباغ بشكل نقدي على منكري النسب الأمغاري بقوله: (ص: 273): "وعليه فلا معول على من أنكر نسبتهم أو على من ظن أنها لم تلحق بهم إلا لأغراض سياسية؛ لأن الإنكار لا مبرر له ولا حجة عليه، ولا يؤيده دليل، وليس من المعقول ربط الموازنة بين المغالاة في إثبات الكرامات لهم وبين إثبات النسبة الشريفة لهم ليجعل ذلك مدعاة إلى النفي والإنكار"..

الفقرة من مقاله القيم عن سيدي محمد بن عبد العظيم الزموري الأصغر
نظرة في بهجة الناظرين و شرفاء بني آمغار الحسنيين